توقعات إرتفاع أسعار الذهب في ظل تأييد الظروف الراهنة

منذ القدم، إعتبر المستثمرون الذهب ملجأ آمن يمكن اللجوء إليه لتنويع محافظهم الاستثمارية وتفادي الاضطرابات الاقتصادية,إذ يعتبر هذا المعدن الثمين واحداً من أقدم أشكال العملات في التاريخ، ولطالما أثبتت قيمته كوسيلة فعالة للحماية من التضخم، حيث يشهد إرتفاع أسعار الذهب  و تضعف قيمته عندما تضعف القوة الشرائية للدولار الأميركي

توقعات بنك “يو بي أس”

تتزايد التوقعات لارتفاع أسعار الذهب في ظل توجهات اقتصادية وسياسية مواتية. يُتوقع من بنك “يو بي أس” أن تشهد أسعار الذهب ارتفاعاً عالمياً إلى 2100 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2023، ويتوقع تحقيق 2250 دولاراً بحلول منتصف العام المقبل. بالإضافة إلى ذلك، تشير توقعات بنك “ساكسو بنك” أيضاً إلى احتمال ارتفاع أسعار المعدن نتيجة لتوقف محتمل لرفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

توقعات بنك “ساسكو”

ومن جهة أخرى، توقع “ساكسو بنك” أيضاً  إرتفاع أسعار الذهب هذا المعدن، نتيجة لتوقعات بحدوث تباطؤ اقتصادي خلال النصف الثاني من العام، الأمر الذي قد يضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى تعليق رفع أسعار الفائدة مؤقتاً.

تقرير “سي ام سي”

تشير تقارير شركة الخدمات المالية البريطانية “سي أم سي ماركيتس” إلى أن هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تدفع بأسعار الذهب للارتفاع,تشمل هذه العوامل ضعف الدولار الأميركي، وارتفاع الطلب من قبل البنوك المركزية، بالإضافة إلى اتجاه المستثمرين نحو تجنب المخاطر في الاستثمار في أصول أخرى. ويُعتبر الذهب عادةً ملاذاً آمناً في فترات عدم اليقين، وذلك يُعزى إلى ميله كملاذ مأمون.

ضعف الدولار

تتأثر أسعار الذهب بتحركات الدولار الأميركي بشكل كبير، حيث يتجه الذهب عادةً للانخفاض عندما يرتفع الدولار الأميركي مقارنةً بالعملات الأخرى ,يعود هذا الانخفاض إلى تزايد تكلفة شراء الذهب بالعملات الأجنبية. وفقًا لتقرير محللة الأسواق في “سي أم سي ماركيتس” تينا تنغ، يُتابع مؤشر الدولار “DXY”، الذي يعكس قوة الدولار الأميركي مقابل سلة من العملات الأخرى، سياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. ومع انخفاض مؤشر الدولار بعد انقضاء الاتجاه الصاعد الذي استمر لعام كامل في ديسمبر (كانون الأول) 2022، بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي تباطؤاً في وتيرة رفع أسعار الفائدة من 75 نقطة أساس إلى 50 نقطة أساس. وهذا الضعف المستمر في الدولار الأميركي يشير إلى أن من غير المحتمل أن يعود الاحتياطي الفيدرالي إلى سياسات التشديد النقدي بشكل حاسم، مما يوفر للذهب فرصة ممتازة للارتفاع.