هل إخراج زكاة الفطر طعام أو نقود هو صدام بين “النص والرأي” أو “السنة والبدعة” وما رأي الأئمة والموعد المناسب لإخراجها؟

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم، فمن المعلوم أن الأحكام الفقهية نوعين، أحكام تعبدية غير معلومة العلة والسبب مثل عدد ركعات الصلاة، وأحكام معقولة المعنى يُبحث فيها عن العلة مثل(البيع والشراء وتحريم الزنا)، وبناء عليه انقسم العلماء في إخراج زكاة الفطر إلى فريقين، وذلك وفق التفاصيل الموضحة بالمقال.

إخراج زكاة الفطر

انقسم العلماء في إخراج زكاة الفطر إلى فريقين، الفريق الأول وهم جمهور السادة المالكية والشافعية والحنابلة ومن وافقهم، وهم يرون أنه من المفروض أن يتم إخراجها طعام، وذلك وفق لما ورد في حديث أبي سعيد الخدري فيما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (كنا نُخرج إذا كان فينا رسول الله صل الله عليه وسلم زكاه الفطر عن كل صغير وكبير حر أو مملوك صاعاً من طعام أو صاعاً من أقط أو صاعاً من شعير أو صاعاً من تمر أو صاعاً من زبيب).

الفريق الثاني

بينما يرى الفريق الثاني بجواز إخراجها نقود، ويرى هذا الفريق أن علة اخراج الزكاة هي إغناء الفقراء وسد حاجتهم، وقد يتحقق ذلك بالمال بصورة أبلغ وأعظم،، ومن يرى ذلك هم:

  • الحنفية.
  • بعض أئمة السلف مثل سفيان الثوري وعمر بن عبد العزيز والحسن البصري.
  • كذلك إسحاق بن راهوية وأبي ثور.
  • الإمام البخاري صاحب الصحيح وافقهم في ذلك.

زكاة الفطر

المسألة هنا ليست خلاف بين النص والرأي أو بين السنة والبدعة، أو كونها مفارقة بين رسول الله صل الله عليه وسلم وبين أبي حنيفة وفريقه، فالنبي الكريم صلوات الله عليه لا يُعارض قوله برأي أحد من البشر، بل هو خلاف بين الفقهاء في فهم النصوص وطريقة الجمع بينها وفق قواعد فقهية مُحكمة، ومن السذاجة تصور عدم وصول الدليل إلى الأئمة العظام أمثال أبي حنيفة، والبخاري، وقد جاء الأئمة الكبار (مالك والشافعي وابن حنبل عليهم من الله الرحمة والرضوان) بعد أبي حنيفة ولم يعارضوا رأيه.

الموعد المناسب لإخراج زكاة الفطر

بناء على ما سبق يمكن إخراج  زكاة الفطر نقود أو طعام، حسب ما يراه الفرد مناسب للفقير أمامه، وحسب حاجة الفقير، ويرى العديد من الفقهاء على أن إخراجها بعد يوم 27 رمضان مستحب أكثر من أي وقت، بحيث تكون مساعدة للفقراء على إغنائهم خلال أيام العيد ومساعدتهم في تأمين احتياجاتهم، هذا والله تعالى أعلى وأعلم، وما كان من توفيق فهو من الله، وما كان من خطأ فهو مني.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *