يتسلل انقطاع المياه في المغرب وسط تزايد حدة الأزمة المائية في البلاد، وفي إطار هذه الوضعية الحرجة أطلق وزير التجهيز والماء “نزار بركة” نداء الإنذار حول الوضع المائي المقلق الذي يواجهه المملكة، وكشف عن تراجع كبير في الواردات المائية نتيجة للتغيرات المناخية من ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة التبخر مما أثر على نسبة المياه في الأحواض المائية وملء السدود.
انقطاع المياه في المغرب
في تطور مثير، قام نزار بركة، وزير التجهيز والماء في المغرب، بإطلاق نداء جديد حول الأوضاع المائية المتردية في البلاد، وفي جلسة عمومية أمام أعضاء مجلس المستشارين، حذر الوزير من تداول البلاد على آفاق أزمة مائية حقيقية، مشددًا على ضرورة تشديد الجهود لتقليل استهلاك الماء.
كما أوضح أنه في ظل التغيرات المناخية العالمية، يواجه المغرب تحديات كبيرة في مجال الموارد المائية، حيث ارتفعت درجات الحرارة في المملكة بمعدل يفوق المعدل الدولي بدرجتين، مما أدى إلى زيادة معدل التبخر إلى مليون و500 ألف متر مكعب في اليوم الواحد.
تراجع حاد في الواردات المائية
وقد أظهرت الإحصائيات المقدمة من الوزير أن الواردات المائية السنوية للمغرب انخفضت بشكل حاد خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث تراجعت في فترة ما بين 1945 و2023 من 11.5 مليار متر مكعب إلى 7.2 مليار متر، وشهدت الفترة ما بين 2017 إلى 2023 انخفاض في الواردات المائية في البلاد لما قدر بـ 5.2 مليار متر مكعب، وهو ما يمثل تراجعًا كبيرًا.
كما وأبرز “بركة” أن جميع الأحواض المائية في البلاد تعاني من انخفاض حاد، حيث بلغ معدل التراجع 67%، فعلى سبيل المثال، حوض اللوكوس شهد تراجعًا في كميات المياه المتاحة من 283 مليون متر مكعب إلى 28 مليون متر مكعب هذا العام، وفيما يتعلق بسد الوحدة، أكبر سد في المغرب، فإن معدل الواردات تراجع بنسبة كبيرة.
أزمة الماء والتحديات المستقبلية
تشير المعطيات المقدمة إلى أن المغرب يواجه أزمة مائية حقيقية، حيث تتراجع هوامش التدخل ويظهر استنزاف ملء السدود مما أدى إلى انقطاع المياه على العديد من المناطق كسياسة متبعة لحين تجاوز الأزمة، إذ يعتبر الاستغلال المفرط للفرشة المائية الخزان الرئيسي للمياه في المستقبل تحديًا كبيرًا يواجه المملكة المغربية، وهو ما استدعى تجديد الدعوة إلى الحفاظ على هذه الموارد وضرورة التحرك الفوري لمواجهة التحديات المائية المتزايدة في البلاد.