يحرص المسلمون على تحري متى ليلة القدر لكونها من أفضل ليالي العام، وقد أخبر الله عز وجل عنها أنها خير من ألف شهر، وأنها مباركة وأنها يفرق فيها كل أمر حكيم كما ذكر في سورة الدخان، وكما خص الله بها سورة قرآنية وهي سورة القدر، وقد بشرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن من يقيمها إيمانًا واحتسابًا يغفر له الله ما تقدم من ذنبه وما يتأخر، فيكون قيام تلك الليلة بذكر الله عز وجل والدعاء له سبحانه والصلاة وقراءة القرآن وأي باب للخير أخبرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقصد بأنها خير من ألف شهر أن العمل فيها يكون خيرا من العمل في ألف شهر غيرها.
متى ليلة القدر
يحرص جميع المسلمين على تحري ليلة القدر حتى يقيمونها إرضاء لله -عز وجل- وطمعًا في ثواب قيامها، فهي هبة من الله لنا في ذلك الشهر المبارك، ولكن لم يتم تحديد يوم محدد لليلة القدر، ولكن تدل الأحاديث الشريفة عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنها تكون في أحد ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك وبالأخص الليالي الوترية وهي اليوم الواحد والعشرين والثالث والعشرين والخامس والعشرين والسابع والعشرين والتاسع والعشرين، والدليل على ذلك حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، التمسوها في كل وتر».
لا يجب أن يفكر المسلم في ليلة واحدة على أنها ليلة القدر فبقدر حبنا لله سبحانه وتعالى يجب اغتنام جميع أيام رمضان الأخيرة واعتبراها جميعها على أنها ليلة القدر والاجتهاد فيها.
كيف نغتنم تلك الليلة المباركة
روي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت تصف حال الرسول في العشر الأواخر من رمضان: «كان إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وجد وشد المئزر»، وذلك لكي يغتنم فضل ليلة القدر بقيامها بالصلاة والذكر، ومن العبادات التي يجب الحرص عليها:
- قيام الليل: فيجب الحرص على صلاة التراويح وصلاة التهجد.
- الصدقات: إخراج مبلغ ثابت من المال كل يوم في العشر الأواخر من رمضان حتى تصادف الصدقة هذة الليلة المباركة ولو كانت قدر بسيط من المال.
- الدعاء: فالدعاء عبادة يؤجر عليها المسلم، ويمكن الدعاء بمجامع الدعاء التي أخبرنا بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- والإكثار من قول “اللهم إنك عفوا تحب العفو فاعف عنا”
- ذكر الله: الإكثار من كل ذكر لله، فمن قال سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر كما أخبرنا الرسول -صلوات الله عليه- في الحديث الشريف وذلك ثواب الذكر في الأيام العادية وليلة القدر أفضل وأعظم.