تعتبر جراحات المعدة من الإجراءات الطبية الهامة التي تُساهم في علاج العديد من الحالات الصحية، ولكنها قد تنطوي على بعض المخاطر، منها متلازمة الإغراق، هذه المتلازمة، التي تُعرف أيضًا بمتلازمة الإفراغ السريع، تُشكل تحديًا للمرضى الذين خضعوا لجراحة استئصال المعدة بشكل كلي أو جزئي، أو جراحة تحويل مسار المعدة.
ما هي متلازمة الإغراق؟
متلازمة الإغراق هي حالة تحدث عندما يتم نقل الطعام بسرعة كبيرة من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، خصوصًا الأطعمة الغنية بالسكر, تتراوح نسبة حدوثها بين 20 إلى 40% بعد الجراحات المعدية، وتؤدي إلى مجموعة من الأعراض المزعجة والمضاعفات الصحية، وتظهر أعراض متلازمة الإغراق عادةً بعد الأكل بفترة قصيرة، وتشمل القيء، الغثيان، تقلصات البطن، الإسهال، انتفاخ البطن، وزيادة معدل ضربات القلب, كما يمكن أن تتسبب في احمرار الوجه، الدوخة، والتعرق، بعد مرور ساعة إلى ثلاث ساعات، قد يعاني المرضى من أعراض نقص سكر الدم مثل الدوخة، الضعف العام، زيادة التعرق، الشعور بالجوع، والإرهاق.
التغذية والعلاج
للتقليل من أعراض متلازمة الإغراق، يُنصح المرضى باتباع نظام غذائي خاص يتضمن تناول وجبات صغيرة متعددة خلال اليوم، تجنب السكريات البسيطة، وزيادة كمية البروتين والألياف في النظام الغذائي، كما يُشدد على أهمية الابتعاد عن شرب السوائل أثناء تناول الطعام لتجنب تفاقم الأعراض.
التوجيهات الطبية
يشير الدكتور إبراهيم العنزي، استشاري ومدير مركز جراحة البدانة والأمراض الاستقلابية، إلى أهمية المتابعة الطبية الدورية والالتزام بالإرشادات الغذائية والطبية للتعامل مع هذه المتلازمة، يُعتبر تغيير نمط الحياة جزءًا أساسيًا من العلاج، حيث يساعد في التقليل من الأعراض وتحسين نوعية حياة المرضى، فإن متلازمة الإغراق تُمثل تحديًا صحيًا يتطلب وعيًا وإدارة دقيقة للحالة، من خلال التعاون بين المرضى والفريق الطبي، يمكن التغلب على هذه التحديات وتحقيق تعافي أفضل، ويعد الالتزام بالنصائح الغذائية والطبية والمراجعات الدورية مفتاحًا للتحكم في الأعراض وتحسين جودة الحياة بعد جراحات المعدة.