سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم سيرة عطرة هنيئا لمن تناولها، ويعتبر أشد ما في السيرة هو ذلك السؤال متى توفي الرسول؟ وكيف خرجت روحه الطاهرة الشريفة وكيف استقبل ذلك الحدث زوجاته وأصحابه، فإن وفاة الرسول ليست كوفاة أي شخص آخر.
متى توفي الرسول
ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى البقيع من أجل جنازة كانت بها، وعندما عاد وهو في الطريق أحس بصداع شديد ومن شدته لم يتحمل النبي فربط إحدى عصابات على رأسه، وكان ذلك قبل وفاته بأيام ولكن متى توفي الرسول كان ذلك عندما أصابته حمى شديدة ورغب في أن يظل باقي أيامه في حجرة السيدة عائشة، واستأذن النبي جميع زوجاته في ذلك فوافق جميعهن، وذلك لمعرفتهن التامة بمكانة عائشة في قلب النبي وكان ذلك يشير إلى حكمة وفطنة كافة زوجات النبي.
قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأيام
قام علي بن أبي طالب والفضل بن العباس بمصاحبة النبي إلى حجرة السيدة عائشة وقبل وفاته بخمس أيام كان يصلي بالناس ولكن لم يستطع في صلاة العشاء أن يكون إماما لهم بل جعل سيدنا أبو بكر الصديق من يصلي بهم وصلى بالناس في حياة الرسول سبعة عشر صلاة ورفض سيدنا عمر بن الخطاب الصلاة لأحقية سيدنا أبو بكر بذلك، وقبل وفاة النبي كان يقوم ثم يغمى عليه وفي كل مرة كان يسأل عن المسلمين هل صلوا أم لا، وكان الجواب أنهم ينتظرونه وحين شعر أنه لا يستطيع أن يكون امامهم بعث إلى أبي بكر ليكون مكانه.
سكرات الموت عند وفاة الرسول
لقد أحس الرسول صلى الله عليه وسلم بثقل سكرات الموت واختار أن يكون بجانب رفيقه الأعلى واشتدت عليه السكرات حتى وافته المنية في يوم الاثنين الذي يوافق الثاني عشر من ربيع الأول وهو في حجرة زوجته عائشة وهو على حجرها، ودفن في المدينة المنورة التي هاجر إليها وأسس دولة الإسلام فيها وكان وفاته في العام الحادي عشر للهجرة بعمر ثلاث وستين عام، وكان وقع الخبر عليهم كالصاعقة فعمر لم يستطع أن يصدق وفاة النبي وأبو بكر ذكر الناس بأن الناس جميعهم يموتون ولا خلود في الدنيا وأن الباقي هو الله.