أسعار العقود الآجلة للذهب تشهد تراجعًا بعد سلسة من المكاسب استمرت لثلاثة أسابيع

شهدت أسعار العقود الآجلة للذهب تراجعًا بعد أن حقق سعر هذا المعدن الثمين مكاسب استمرت لأسابيع متواصلة، هذا التطور جاء كمؤشر أساسي ليفتح النقاش حول تأثير الظروف الاقتصادية على أصول الملذات الآمنة، وذلك في ظل التطورات التي شهدها سوق العمل في الولايات المتحدة الأمريكية،  فضلًا عن تحرك سعر الدولار ليسجل ارتفاعًا مرة أخرى وهو ما أثر بشكل أو آخر على تحركات الأسعار في سوق الذهب.

تراجع أسعار العقود الآجلة للذهب

في ختام تعاملات يوم الجمعة، شهدت أسعار العقود الآجلة للذهب تراجعًا بنسبة 1.55%، أو ما يعادل 31.9 دولارًا، لتستقر عند 2014.5 دولار للأوقية، وقد جاء هذا التراجع بعد فترة استمرت ثلاثة أسابيع من المكاسب، حيث سجلت الأسعار خسائر بنسبة 3.6% خلال هذا الأسبوع.

تعزى هذه التحركات في سوق الذهب إلى استجابة السوق للتطورات الاقتصادية، خاصة بعد نشر بيانات قوية بشأن الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة خلال شهر نوفمبر، وبهذا انتهت سلسلة الارتفاع في الأسعار التي استمرت لأسابيع، مما يظهر تأثير البيانات الاقتصادية على توجهات المستثمرين.

ارتفاع قيمة مؤشر الدولار يؤثر على أسعار الذهب

وفي السياق ذاته، شهدت قيمة مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء الدولار الأمريكي أمام سلة من ست عملات رئيسية – ارتفاعًا بنسبة 0.45%، حيث بلغت 104 نقاط في الساعة 09:51 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، بعد أن لامست 104.26 نقطة، حيث تعكس هذه الزيادة في سعر الدولار التفاؤل بشأن قوة الاقتصاد الأمريكي، مما يجعل الأصول الأمريكية أكثر جاذبية للمستثمرين، ويتوقع أن يؤدي هذا التحرك إلى تحول في تفضيل المستثمرين بين الأصول، مما يضع ضغطًا إضافيًا على أسعار الذهب.

توقعات التيسير النقدي وتأثيرها على أسعار الذهب

وفي تطور ملحوظ، كشفت أداة “فيد واتش” عن تحول ترجيح المستثمرين نحو بداية تيسير السياسة النقدية من قِبل الاحتياطي الفيدرالي في شهر مايو القادم بنسبة 49.6%، وهو تحول جاء عكس التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى خفض الفائدة في اجتماع مارس 2024، ومع تيسير السياسة النقدية، قد يشهد الذهب تأثيرًا إيجابيًا نتيجة لزيادة التدفقات النقدية إلى الأصول الملذات الآمنة.

بيانات إيجابية للاقتصاد الأمريكي تؤثر على سوق العمل والذهب

وتزامناً مع تراجع أسعار العقود الآجلة للذهب أظهرت بيانات حديثة للاقتصاد الأمريكي ارتفاعًا في عدد الوظائف، حيث أُضيفت 199 ألف وظيفة في نوفمبر، متفوقة على التوقعات المتوقعة التي كانت 190 ألفًا، وفي الوقت نفسه، انخفض معدل البطالة إلى 3.7% من 3.9%، بينما ارتفعت الأجور بنسبة 4.0% على أساس سنوي.

هذه البيانات الإيجابية تشير إلى استمرار تحسن السوق العمل في الولايات المتحدة، مما يعزز فرص استقرار الاقتصاد وزيادة الإنفاق، ومع تحسن الأوضاع الاقتصادية، يمكن أن يتأثر الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب، مما يسهم في التقليل من قيمته كملاذ استثماري في الوقت الراهن.

 

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *